Question :
Le concept soufi de l'extinction (fanâ) fait-il partie des choses à délaisser auxquelles fait allusion l'article évoquant certains objectifs et concepts erronés de certains soufis ?
-
Réponse :
D'après l'analyse de Ibn Taymiyya, le terme "fanâ" (extinction) peut désigner 3 concepts différents :
1) Le fanâ' dans l'existence : croire que l'univers, ou bien son âme, ne forme qu'un avec Dieu. Cette croyance est totalement fausse.
2) Le fanâ' dans la perception : l'homme sait bien que Dieu est le seul Etre divin, que la créature est la créature, dont l'existence est séparée de celle de Dieu, mais, à cause d'une faiblesse présente en lui, il n'arrive plus à se concentrer vers autre que Dieu et il perçoit Dieu partout. "C'est, dit en substance Ibn Taymiyya, quelque chose qui dénote d'une faiblesse et d'un manquement. En effet, les Compagnons du Prophètes et les pieux hommes tels que al-Ma'rûf al-Karkhî, al-Fudhayl ibn 'Iyâdh, al-Junayd, étaient complets et forts, et ne tombaient pas dans ce genre de faiblesse" (Al-'Ubûdiyya, Ibn Taymiyya, pp. 187-192). Cela est donc à considérer comme quelque chose exprimant une faiblesse, donc quelque chose à s'efforcer de faire disparaître et non à acquérir.
3) Le fanâ' dans l'adoration : l'homme s'éteint dans le culte de Dieu, dans le sens où ce culte qu'il rend à Dieu ne laisse la place à aucun culte rendu à autre que Dieu ; dans le sens aussi où cet homme n'aime d'un amour absolu et ne craint d'une crainte absolue que Dieu ; dans le sens où, plus encore, il s'efforce de ne faire que ce qui plaît à Dieu, donc qui est conforme aux règles du Coran et des Hadîths, et avec l'objectif pur de ne plaire qu'à Dieu. "Ce sens-là, dit Ibn Taymiyya, qu'on l'appelle fanâ ou pas, est ce qu'enseigne l'islam, c'est l'extérieur et l'intérieur de la religion" (Al-'Ubûdiyya, Ibn Taymiyya, pp. 186-187).
Il est possible, en cas de nécessité, d'utiliser des termes qui ne figurent ni dans le Coran ni dans les Hadîths, à condition que ce ne soit pas en ce qui concerne les Attributs divins et à condition d'évoquer par ce terme exactement les mêmes concepts que ceux du Coran et des Hadîths. Aussi, si la nécessité se fait jour en un lieu donné, il est possible de dire, comme Ibn Taymiyya l'a fait : Le troisième concept plus haut évoqué, qu'on l'appelle fanâ' ou pas, est ce qu'enseigne l'islam.
-
Ibn Taymiyya a exposé cela dans plusieurs de ses écrits :
En voici un :
"وهؤلاء المشركون الضالون يسوون بين الله وبين خلقه (...) ويتمسكون بالمتشابه من كلام المشايخ كما فعلت النصارى.
مثال ذلك اسم "الفناء"؛ فإن الفناء ثلاثة أنواع: نوع للكاملين من الأنبياء والأولياء؛ ونوع للقاصدين من الأولياء والصالحين؛ ونوع للمنافقين الملحدين المشبهين.
فأما الأول، فهو "الفناء عن إرادة ما سوى الله" بحيث لا يحب إلا الله ولا يعبد إلا إياه ولا يتوكل إلا عليه ولا يطلب غيره. وهو المعنى الذي يجب أن يقصد بقول الشيخ أبي يزيد حيث قال: "أريد أن لا أريد إلا ما يريد"؛ أي المراد المحبوب المرضي؛ وهو المراد بالإرادة الدينية. وكمال العبد أن لا يريد ولا يحب ولا يرضى إلا ما أراده الله ورضيه وأحبه وهو ما أمر به أمر إيجاب أو استحباب؛ ولا يحب إلا ما يحبه الله كالملائكة والأنبياء والصالحين. وهذا معنى قولهم في قوله: {إلا من أتى الله بقلب سليم} قالوا: هو السليم مما سوى الله أو مما سوى عبادة الله أو مما سوى إرادة الله أو مما سوى محبة الله، فالمعنى واحد. وهذا المعنى إن سمي فناء أو لم يسم هو أول الإسلام وآخره وباطن الدين وظاهره.
وأما النوع الثاني، فهو "الفناء عن شهود السوى". وهذا يحصل لكثير من السالكين؛ فإنهم لفرط انجذاب قلوبهم إلى ذكر الله وعبادته ومحبته وضعف قلوبهم عن أن تشهد غير ما تعبد وترى غير ما تقصد، لا يخطر بقلوبهم غير الله، بل ولا يشعرون؛ كما قيل في قوله: {وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها} قالوا: فارغا من كل شيء إلا من ذكر موسى. وهذا كثير يعرض لمن فقمه أمر من الأمور إما حب وإما خوف وإما رجاء يبقي قلبه منصرفا عن كل شيء إلا عما قد أحبه أو خافه أو طلبه، بحيث يكون عند استغراقه في ذلك لا يشعر بغيره. فإذا قوي على صاحب الفناء هذا، فإنه يغيب بموجوده عن وجوده وبمشهوده عن شهوده وبمذكوره عن ذكره وبمعروفه عن معرفته حتى يفنى من لم يكن - وهي المخلوقات المعبدة ممن سواه - ويبقى من لم يزل - وهو الرب تعالى -؛ والمراد فناؤها في شهود العبد وذكره، وفناؤه عن أن يدركها أو يشهدها. وإذا قوي هذا، ضعف المحب حتى اضطرب في تمييزه، فقد يظن أنه هو محبوبه. كما يذكر أن رجلا ألقى نفسه في اليم فألقى محبه نفسه خلفه فقال: "أنا وقعت، فما أوقعك خلفي؟" قال: "غبت بك عني فظننت أنك أني."
(وهذا الموضع زل فيه أقوام وظنوا أنه اتحاد وأن المحب يتحد بالمحبوب حتى لا يكون بينهما فرق في نفس وجودهما. وهذا غلط؛ فإن الخالق لا يتحد به شيء أصلا بل لا يتحد شيء بشيء إلا إذا استحالا وفسدا وحصل من اتحادهما أمر ثالث لا هو هذا ولا هذا، كما إذا اتحد الماء واللبن والماء والخمر ونحو ذلك. ولكن يتحد المراد والمحبوب والمكروه ويتفقان في نوع الإرادة والكراهة فيحب هذا ما يحب هذا، ويبغض هذا ما يبغض هذا، ويرضى ما يرضى، ويسخط ما يسخط ويكره ما يكره ويوالي من يوالي ويعادي من يعادي.)
وهذا الفناء كله فيه نقص. وأكابر الأولياء كأبي بكر وعمر والسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار لم يقعوا في هذا الفناء، فضلا عمن هو فوقهم من الأنبياء. وإنما وقع شيء من هذا بعد الصحابة؛ وكذلك كل ما كان من هذا النمط مما فيه غيبة العقل والتمييز لما يرد على القلب من أحوال الإيمان؛ فإن الصحابة رضي الله عنهم كانوا أكمل وأقوى وأثبت في الأحوال الإيمانية من أن تغيب عقولهم أو يحصل لهم غشي أو صعق أو سكر أو فناء أو وله أو جنون. وإنما كان مبادئ هذه الأمور في التابعين من عباد البصرة فإنه كان فيهم من يغشى عليه إذا سمع القرآن، ومنهم من يموت كأبي جهير الضرير وزرارة بن أوفى قاضي البصرة. وكذلك صار في شيوخ الصوفية من يعرض له من الفناء والسكر ما يضعف معه تمييزه حتى يقول في تلك الحال من الأقوال ما إذا صحا عرف أنه غالط فيه كما يحكى نحو ذلك عن مثل أبي يزيد وأبي الحسين النوري وأبي بكر الشبلي وأمثالهم. (بخلاف أبي سليمان الداراني ومعروف الكرخي والفضيل بن عياض بل وبخلاف الجنيد وأمثالهم ممن كانت عقولهم وتمييزهم يصحبهم في أحوالهم فلا يقعون في مثل هذا الفناء والسكر ونحوه، بل الكمل تكون قلوبهم ليس فيها سوى محبة الله وإرادته وعبادته، وعندهم من سعة العلم والتمييز ما يشهدون الأمور على ما هي عليه بل يشهدون المخلوقات قائمة بأمر الله مدبرة بمشيئته بل مستجيبة له قانتة له فيكون لهم فيها تبصرة وذكرى ويكون ما يشهدونه من ذلك مؤيدا وممدا لما في قلوبهم من إخلاص الدين وتجريد التوحيد له والعبادة له وحده لا شريك له. وهذه "الحقيقة" التي دعا إليها القرآن وقام بها أهل تحقيق الإيمان والكمل من أهل العرفان. ونبينا صلى الله عليه وسلم إمام هؤلاء وأكملهم؛ ولهذا لما عرج به إلى السموات وعاين ما هنالك من الآيات وأوحي إليه ما أوحي من أنواع المناجاة أصبح فيهم وهو لم يتغير حاله ولا ظهر عليه ذلك، بخلاف ما كان يظهر على موسى من التغشي - صلى الله عليهم وسلم أجمعين.)
وأما النوع الثالث مما قد يسمى فناء: فهو أن يشهد أن لا موجود إلا الله وأن وجود الخالق هو وجود المخلوق فلا فرق بين الرب والعبد؛ فهذا فناء أهل الضلال والإلحاد الواقعين في الحلول والاتحاد.
(والمشايخ المستقيمون إذا قال أحدهم: ما أرى غير الله أو لا أنظر إلى غير الله ونحو ذلك فمرادهم بذلك ما أرى ربا غيره ولا خالقا غيره ولا مدبرا غيره ولا إلها غيره ولا أنظر إلى غيره محبة له أو خوفا منه أو رجاء له؛ فإن العين تنظر إلى ما يتعلق به القلب فمن أحب شيئا أو رجاه أو خافه التفت إليه وإذا لم يكن في القلب محبة له ولا رجاء له ولا خوف منه ولا بغض له ولا غير ذلك من تعلق القلب له لم يقصد القلب أن يلتفت إليه ولا أن ينظر إليه ولا أن يراه وإن رآه اتفاقا رؤية مجردة كان كما لو رأى حائطا ونحوه مما ليس في قلبه تعلق به. والمشايخ الصالحون - رضي الله عنهم - يذكرون شيئا من تجريد التوحيد وتحقيق إخلاص الدين كله بحيث لا يكون العبد ملتفتا إلى غير الله ولا ناظرا إلى ما سواه: لا حبا له ولا خوفا منه ولا رجاء له بل يكون القلب فارغا من المخلوقات خاليا منها لا ينظر إليها إلا بنور الله فبالحق يسمع وبالحق يبصر وبالحق يبطش وبالحق يمشي فيحب منها ما يحبه الله ويبغض منها ما يبغضه الله ويوالي منها ما والاه الله ويعادي منها ما عاداه الله ويخاف الله فيها ولا يخافها في الله ويرجو الله فيها ولا يرجوها في الله فهذا هو القلب السليم الحنيف الموحد المسلم المؤمن العارف المحقق الموحد بمعرفة الأنبياء والمرسلين وبحقيقتهم وتوحيدهم.)
وأما النوع الثالث - وهو الفناء في الموجود -: فهو تحقيق آل فرعون ومعرفتهم وتوحيدهم كالقرامطة وأمثالهم" (MF 10/218-223).
-
Et voici la partie d'un autre de ces écrits sur le même sujet :
"وأما النوع [المذكور في المكتوب السابق كلأول] "- وهو الفناء عن عبادة السوى -"، فهذا حال النبيين وأتباعهم؛ وهو أن يفنى بعبادة الله عن عبادة ما سواه، وبحبه عن حب ما سواه، وبخشيته عن خشية ما سواه، وطاعته عن طاعة ما سواه، وبالتوكل عليه عن التوكل على ما سواه؛ فهذا تحقيق توحيد الله وحده لا شريك له وهو الحنيفية ملة إبراهيم. ويدخل في هذا أن يفنى عن اتباع هواه بطاعة الله، فلا يحب إلا لله ولا يبغض إلا لله ولا يعطي إلا لله ولا يمنع إلا لله. فهذا هو الفناء الديني الشرعي الذي بعث الله به رسله وأنزل به كتبه. ومن قال: "فارفع بحقك إني من البين"، بمعنى أن يرفع هو نفسه فلا يتبع هواه ولا يتوكل على نفسه وحوله وقوته بل يكون عمله لله لا لهواه وعمله بالله وبقوته لا بحوله وقوته (كما قال تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين})، فهذا حق محمود. وهذا كما يحكى عن أبي يزيد أنه قال: "رأيت رب العزة في المنام فقلت: "خدايي كيف الطريق إليك؟" قال: "اترك نفسك وتعال""، أي اترك اتباع هواك والاعتماد على نفسك، فيكون عملك لله واستعانتك بالله، كما قال تعالى: {فاعبده وتوكل عليه}" (MF 2/314-315).
Wallâhu A'lam (Dieu sait mieux).